[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/size]
سلسلة رائعة مكونة من عدة أجزاء ... يُسلط الضوء من خلالها على آيات الخالق سبحانه وتعالى ومعجزات القرآن ، وهي من إعداد الدكتور محمد حبش
على أمل أن نتفكر قليلاً في قدرة الله عز وجل وإبداعه في هذا الكون وفي أنفسنا .... ونشكره على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى .......... وبإسم الله نبدأ
.................................................. .................................................. ...............................
الجزء الأول
انقسام الخلية ....... وتكوين الإنسان
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ) المؤمنون 12-14
يخبرنا العلم الحديث أن كل كائنٍ من الكائنات الحية يأخذ مكانه في الحياة عبر خلية واحدة حيث تنقسم هذه الخلية إلى خليتين ويتكرر الانقسام لتصير أربعة خلايا ثم ثمانية خلايا و هكذا دواليك إلى أن يتم إنتاج جميع الخلايا التي تلزم لبناء جسم الكائن الحي وقد يصل عدد الخلايا إلى آلاف البلايين .
تأخذ كل خليةٍ من الخلايا الناتجة من الإنقسام مكانها المخصص في جسم هذا الكائن ، إن الإبداع الموجود في طريقة تصنيع الكائن الحي بدءاً من خليةٍ واحدة يكمن في أنها لا تحتاج إلى تدخل قوةٍ خارجية لإتمام هذه العملية ، فالخلية الأولية قد تمت برمجتها بشكلٍ كامل بحيث تقوم هذه الخلية وما ينتج منها من العملية المستمرة من انقسام الخلايا بكامل خطوات التصنيع .
* * * * * * * * * * * * * * *
الخلايا
يوجد في جسم الإنسان أكثر من عشرة تريليوناتٍ من الخلايا ذات الأشكال المختلفة ، تشبه الخلية مصنعاً صغيراً لديه مركز تحكم يخبره بما يعمل ، ومولدٌ لتوليد الطاقة ، وآلاتٌ لصنع منتجاتٍ داخل الخلية لا تُرى بالعين البشرية المجردة ، وتتباين أشكال الخلايا وأحجامها بحسب الوظائف التي تؤديها في جسم كل كائنٍ حي
- الخلايا البكتيرية هي أصغر أنواع الخلايا
- بيضة الطائر هي أكبر أنواع الخلايا
- خلايا العصب الحركي طويلةٌ جداً ( أكثر من متر )
إن معظم الخلايا الإبتدائية تحتوي غذاءاً يكفيها في المراحل الأولى من التكوين و الانقسام ، وكل ما تحتاج إليه الخلية بعد ذلك لكي تنتج الكائن الحي عند وجودها في وسطٍ مناسب هو امدادها بالغذاء اللازم لإنتاج بقية الخلايا
فبذور النباتات فيها من الغذاء ما يكفيها لإنتاج نبتةٍ صغيرة تعتمد على نفسها في توفير غذائها بعد أن تُغرس في التراب
في بيوض الطيور والحشرات والأسماك وغيرها ما يكفي من الغذاء لإنتاج كائنٍ حي جديد صغير الحجم بكامل تفاصيله
وفي بويضات الحيونات الثديية من الغذاء ما يكفي لإنتاج عدد كافٍ من الخلايا الصغيرة التي تنغرس في رحم الأم لتمدها بعد ذلك بالغذاء من خلال الحبل السري
* * * * * * * * * * * * * * *
مكونات الخلية البشرية
تتألف الخلية من النواة وسائل البلازما وغشاء الخلية ، ويكون سائل البلازما ذا كثافة جيلاتينية شبيهة بكثافة الهيولى وفيه عدد كبير من المواد المذابة ومن بين هذه المواد نيكليوتيدات ثلاثية الفوسفات وأنزيمات وبروتينات وعوامل نقل .
تكون الخلية عادةً وحيدة النواة إلا أن هناك بعض الأنواع من الخلايا يكون متعدد النوى ، تتجمع المادة الوراثية التي تحمل الصفات المنقولة من داخل النواة والتي نسميها الـ ( dna ) أو ( الحمض النووي ) وهو مكون من عدد كبير من الوحدات المسماة الصبغيات أو الكروموزومات ، ولدى كل إنسان 23 زوجاً مختلفاً من الصبغيات في نوى خلاياه ، تتشابه الذكور والإناث فيما بينها بـ 22 زوجاً من هذه الصبغيات وتختلف في الزوج الأخير
إن الأداء الذي تقوم به الخصائص الوراثية والبيولوجية للخلية هو الذي يحقق الإنسجام الذي نراه في سائر أعضاء الجسد .
إن خلايا التكاثر متشابهة بالشكل كما أنها تحتوي المكونات نفسها فيتسائل علماء البيولوجيا
ما هو السر الذي يجعل خلايا التكاثر تنتج أنواعاً لا حصر لها من الكائنات الحية بمختلف الأحجام والأشكال والألوان ؟؟؟
توجهت أنظار العلماء نحو الحمض النووي ( dna ) الموجود في نواة الخلية .... اكتشف الطبيب السويسري فريدرك فيشر في عام 1869 أن الحمض النووي هو المسؤول عن نقل الصفات الوراثية من جيلٍ إلى جيل في الكائنات الحية
وفي عام 1953 تمكن عالما الأحياء جيمس واتسون وفرانسيس كريك باستخدام الأشعة السينية من كشف تركيب الحمض النووي فوجدا أن كامل مواصفات أجسام الكائنات الحية مكتوبٌ بطريقةٍ رقمية على شريطٍ طويلٍ ودقيق من الحمض النووي مخزنٍ في نواة الخلية وهو من الصغر بحيث لا يمكن رؤيته حتى بأقوى المايكروسكوبات الضوئية .
لقد أصيب العلماء بدهشة كبيرة عندما اكتشفوا أن هذا الشريط قد تم لفه بطريقةٍ بالغة الذكاء بحيث يمكن قراءة جميع التعليمات المكتوبة عليه بشكل مباشر ودون أي لمس
الحمض النووي ( dna )
ويسمى الحمض الريبي منقوص الأكسجين ، بتجمع على شكل أسطوانةٍ يصل قطرها إلى 30 نانومتراً ، ولا يتجاوز طولها الميكرون الواحد ، ويصل عدد لفات الشريط على الأسطوانة الواحدة إلى مئة ألف لفة ، يطلق العلماء اسم الكروموزومات على هذه الشرائط الملفوفة ، يراوح عددها ما بين كروموزومٍ واحد في الفيروسات والبكتيريا وعدة عشرات من الكروموزومات في الكائنات الكبيرة
* * * * * * * * * * * * * * *
النطفة
تعني هذه الكلمة اصطلاحاً الكمية الضئيلة من السائل ، فهي بهذا المعنى تفيد التعبير عن كل من الخلايا المنوية عند الذكر والبويضة عند الأنثى
إن ما نراه من قدرة الشريط الوراثي على إنتاج نسخة عن نفسه من نفسه ما هو إلا آية من آيات الله في خلقه ، فـ بهذا السر تستطيع الخلايا الحية ومن ثم الكائنات الحية أن تنتج نسخاً عن نفسها من نفسها بما أراد الله لها من وظيفةٍ في هذه الحياة ، جعل الله سبحانه وتعالى هذه الخاصية الفريدة سبباً من أسباب تسلسل الحياة من الآباء إلى الأبناء ، فالحياةُ مستمرةٌ على سطح هذه الأرض منذ ألاف الملايين من السنين وستبقى إلى أن يشاء الله .
إن المعلومات الوراثية التي تلزم لتصنيع أي كائنٍ حي يتم توارثها من خلال إنتاج نسخةٍ طبق الأصل عن الشريط في كل خلية قبل انقسامها إلى خليتين وعليه فإن العلم الحديث لا بستبعد إمكانية استرجاع حيوانٍ منقرض بالإعتماد على شيفرته الوراثية التي يمكن العثور عليها في خلايا المستحاثات الجريبية لهذا الحيوان إذا ما احتوت على خلايا بوغية قابلةٍ لإعادة التنشيط ، وصدق سبحانه وتعالى إذ قال :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) الحج 73
وقال تعالى : ( أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ )النحل 17
عندما يعطي شريط الـ dna أوامره إلى الخلية لكي تنقسم إلى خليتين عليه أولاً أن يصدر الأوامر لتصنيع جميع الجزيئات اللازمة لبناء شريطٍ جديد يودعه إحدى الخليتين ولقد أكثر القرآن الكريم من ذكر هذه الطريقة العجيبة في تصنيع الكائنات الحية التي تبدأ من خلية واحدة ثم نتقسم بلايين المرات تحت سيطرة الشريط الوراثي إلى أن تنتهي بعد مدة محددة بكائنٍ حي فيه الكثير من الأسرار التي لا يزال البشر يجهلونها ، فقد أشار القرآن الكريم إلى أن عملية خلق الإنسان تبدأ من مكونات بالغة الضعف وذلك في قوله جلَّ وعلا :
( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ )المرسلات 20-23
وأشار القرآن الكريم أيضاً وبشكلٍ واضح إلى أن عملية خلق الكائنات الحية تبدأ من مكونٍ واحد وهو النطفة ( قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * )عبس 17-19
وقال الله سبحانه وتعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) فاطر 11
أما شريط الحمض النووي فقد ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) السجدة 7-8
الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا آدم عليه السلام من التراب وذلك بعد أن مرت عملية خلقه في مراحل الطين والطين اللازب والحمئ المسنون والصلصال الذي هو كالفخار ومن ثم سلالة الطين وذلك مصداقاً لقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ) الأنعام 2
وقوله جلَّ وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) الحجر 26
وقوله عز وجلَّ : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ )المؤمنون 12-13
* * * * * * * * * * * * * * *
ماء التناسل
- ماء التناسل عند الرجل : ويحتوي على ملايين من الخلايا المنوية بالإضافة إلى عناصر أخرى تساعد وتشارك في عملية الإخصاب مثل مادة البريستاغلاندين حيث تحدث هذه المادة تقلصات في الرحم مما يساعد في نقل المنويات إلى موقع الإخصاب
- ماء التناسل عند المرأة : ويحتوي على البويضة بالإضافة إلى عناصر أخرى تساعد وتشارك في عملية الإخصاب كبعض الأنزيمات التي تفرزها بطانة الرحم وقناته تساعد هذه الأنزيمات في جعل الحيوان المنوي قادراً على الإخصاب وذلك بإزالة البروتين السكري من رأسه كما تعمل على إطلاق الخلايا المحيطة بالبويضة و كشف غشائها الواقي
خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام من الطين : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ )المؤمنون 12
ثم خلق منه أمنا حواء ومن بعد ذلك أصبحت عملية خلق أفراد البشر تتم ابتداءاً من النطفة التي تتكون من امتزاج بويضة الأنثى مع الحيوان المنوي للذكر . واذا ما تدبرنا قوله تعالى : ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) السجدة 8يتأكد لنا أن سلالة الماء المهين ما هي إلى شريط الحمض النووي وتؤكد الكلمة ( نسله ) على المعنى ذاته حيث أن معناها يمكن فهمه من خلال ابدال هذه الكلمة بكلمة نسخه أو تصنيعه أو انتاجه ، وهذا ما يحدث في آلية الانقسام والتكوين عن طريق الحمض النووي ، أما كلمة ( مهين ) فهي تعني ضعيف وهي تشير إلى ضعف الشريط الوراثي
أما مزج محتويات ما ينتجه الذكر والأنثى من خلايا التكاثر لإتمام عملية الإخصاب فنجده في قوله عز وجل : ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )الإنسان 2
تستوقفنا عملية تكوين الإنسان والكائنات الحية من خليتها الأولى لما فيها من عجيب قدرة الله سبحانه وتعالى ، ولكن المراحل التي تلي التكوين الأول لا تقل إدهاشاً فتشكل الجنين في الرحم آيةٌ مستمرة تحير العلماء
* * * * * * * * * * * * * * *
فوائد وعبر
- انقسام الخلية آية تتحدى العلماء إلى يوم القيامة
- ما يحدث داخل الأرحام " خلق "
- جميع الناس على اختلاف درجاتهم متساوون في طريقة تكوينهم
فسبحان الله عما يشركون
* * * * * * * * * * * * * * *
سلسلة رائعة مكونة من عدة أجزاء ... يُسلط الضوء من خلالها على آيات الخالق سبحانه وتعالى ومعجزات القرآن ، وهي من إعداد الدكتور محمد حبش
على أمل أن نتفكر قليلاً في قدرة الله عز وجل وإبداعه في هذا الكون وفي أنفسنا .... ونشكره على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى .......... وبإسم الله نبدأ
.................................................. .................................................. ...............................
الجزء الأول
انقسام الخلية ....... وتكوين الإنسان
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ) المؤمنون 12-14
يخبرنا العلم الحديث أن كل كائنٍ من الكائنات الحية يأخذ مكانه في الحياة عبر خلية واحدة حيث تنقسم هذه الخلية إلى خليتين ويتكرر الانقسام لتصير أربعة خلايا ثم ثمانية خلايا و هكذا دواليك إلى أن يتم إنتاج جميع الخلايا التي تلزم لبناء جسم الكائن الحي وقد يصل عدد الخلايا إلى آلاف البلايين .
تأخذ كل خليةٍ من الخلايا الناتجة من الإنقسام مكانها المخصص في جسم هذا الكائن ، إن الإبداع الموجود في طريقة تصنيع الكائن الحي بدءاً من خليةٍ واحدة يكمن في أنها لا تحتاج إلى تدخل قوةٍ خارجية لإتمام هذه العملية ، فالخلية الأولية قد تمت برمجتها بشكلٍ كامل بحيث تقوم هذه الخلية وما ينتج منها من العملية المستمرة من انقسام الخلايا بكامل خطوات التصنيع .
* * * * * * * * * * * * * * *
الخلايا
يوجد في جسم الإنسان أكثر من عشرة تريليوناتٍ من الخلايا ذات الأشكال المختلفة ، تشبه الخلية مصنعاً صغيراً لديه مركز تحكم يخبره بما يعمل ، ومولدٌ لتوليد الطاقة ، وآلاتٌ لصنع منتجاتٍ داخل الخلية لا تُرى بالعين البشرية المجردة ، وتتباين أشكال الخلايا وأحجامها بحسب الوظائف التي تؤديها في جسم كل كائنٍ حي
- الخلايا البكتيرية هي أصغر أنواع الخلايا
- بيضة الطائر هي أكبر أنواع الخلايا
- خلايا العصب الحركي طويلةٌ جداً ( أكثر من متر )
إن معظم الخلايا الإبتدائية تحتوي غذاءاً يكفيها في المراحل الأولى من التكوين و الانقسام ، وكل ما تحتاج إليه الخلية بعد ذلك لكي تنتج الكائن الحي عند وجودها في وسطٍ مناسب هو امدادها بالغذاء اللازم لإنتاج بقية الخلايا
فبذور النباتات فيها من الغذاء ما يكفيها لإنتاج نبتةٍ صغيرة تعتمد على نفسها في توفير غذائها بعد أن تُغرس في التراب
في بيوض الطيور والحشرات والأسماك وغيرها ما يكفي من الغذاء لإنتاج كائنٍ حي جديد صغير الحجم بكامل تفاصيله
وفي بويضات الحيونات الثديية من الغذاء ما يكفي لإنتاج عدد كافٍ من الخلايا الصغيرة التي تنغرس في رحم الأم لتمدها بعد ذلك بالغذاء من خلال الحبل السري
* * * * * * * * * * * * * * *
مكونات الخلية البشرية
تتألف الخلية من النواة وسائل البلازما وغشاء الخلية ، ويكون سائل البلازما ذا كثافة جيلاتينية شبيهة بكثافة الهيولى وفيه عدد كبير من المواد المذابة ومن بين هذه المواد نيكليوتيدات ثلاثية الفوسفات وأنزيمات وبروتينات وعوامل نقل .
تكون الخلية عادةً وحيدة النواة إلا أن هناك بعض الأنواع من الخلايا يكون متعدد النوى ، تتجمع المادة الوراثية التي تحمل الصفات المنقولة من داخل النواة والتي نسميها الـ ( dna ) أو ( الحمض النووي ) وهو مكون من عدد كبير من الوحدات المسماة الصبغيات أو الكروموزومات ، ولدى كل إنسان 23 زوجاً مختلفاً من الصبغيات في نوى خلاياه ، تتشابه الذكور والإناث فيما بينها بـ 22 زوجاً من هذه الصبغيات وتختلف في الزوج الأخير
إن الأداء الذي تقوم به الخصائص الوراثية والبيولوجية للخلية هو الذي يحقق الإنسجام الذي نراه في سائر أعضاء الجسد .
إن خلايا التكاثر متشابهة بالشكل كما أنها تحتوي المكونات نفسها فيتسائل علماء البيولوجيا
ما هو السر الذي يجعل خلايا التكاثر تنتج أنواعاً لا حصر لها من الكائنات الحية بمختلف الأحجام والأشكال والألوان ؟؟؟
توجهت أنظار العلماء نحو الحمض النووي ( dna ) الموجود في نواة الخلية .... اكتشف الطبيب السويسري فريدرك فيشر في عام 1869 أن الحمض النووي هو المسؤول عن نقل الصفات الوراثية من جيلٍ إلى جيل في الكائنات الحية
وفي عام 1953 تمكن عالما الأحياء جيمس واتسون وفرانسيس كريك باستخدام الأشعة السينية من كشف تركيب الحمض النووي فوجدا أن كامل مواصفات أجسام الكائنات الحية مكتوبٌ بطريقةٍ رقمية على شريطٍ طويلٍ ودقيق من الحمض النووي مخزنٍ في نواة الخلية وهو من الصغر بحيث لا يمكن رؤيته حتى بأقوى المايكروسكوبات الضوئية .
لقد أصيب العلماء بدهشة كبيرة عندما اكتشفوا أن هذا الشريط قد تم لفه بطريقةٍ بالغة الذكاء بحيث يمكن قراءة جميع التعليمات المكتوبة عليه بشكل مباشر ودون أي لمس
الحمض النووي ( dna )
ويسمى الحمض الريبي منقوص الأكسجين ، بتجمع على شكل أسطوانةٍ يصل قطرها إلى 30 نانومتراً ، ولا يتجاوز طولها الميكرون الواحد ، ويصل عدد لفات الشريط على الأسطوانة الواحدة إلى مئة ألف لفة ، يطلق العلماء اسم الكروموزومات على هذه الشرائط الملفوفة ، يراوح عددها ما بين كروموزومٍ واحد في الفيروسات والبكتيريا وعدة عشرات من الكروموزومات في الكائنات الكبيرة
* * * * * * * * * * * * * * *
النطفة
تعني هذه الكلمة اصطلاحاً الكمية الضئيلة من السائل ، فهي بهذا المعنى تفيد التعبير عن كل من الخلايا المنوية عند الذكر والبويضة عند الأنثى
إن ما نراه من قدرة الشريط الوراثي على إنتاج نسخة عن نفسه من نفسه ما هو إلا آية من آيات الله في خلقه ، فـ بهذا السر تستطيع الخلايا الحية ومن ثم الكائنات الحية أن تنتج نسخاً عن نفسها من نفسها بما أراد الله لها من وظيفةٍ في هذه الحياة ، جعل الله سبحانه وتعالى هذه الخاصية الفريدة سبباً من أسباب تسلسل الحياة من الآباء إلى الأبناء ، فالحياةُ مستمرةٌ على سطح هذه الأرض منذ ألاف الملايين من السنين وستبقى إلى أن يشاء الله .
إن المعلومات الوراثية التي تلزم لتصنيع أي كائنٍ حي يتم توارثها من خلال إنتاج نسخةٍ طبق الأصل عن الشريط في كل خلية قبل انقسامها إلى خليتين وعليه فإن العلم الحديث لا بستبعد إمكانية استرجاع حيوانٍ منقرض بالإعتماد على شيفرته الوراثية التي يمكن العثور عليها في خلايا المستحاثات الجريبية لهذا الحيوان إذا ما احتوت على خلايا بوغية قابلةٍ لإعادة التنشيط ، وصدق سبحانه وتعالى إذ قال :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) الحج 73
وقال تعالى : ( أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ )النحل 17
عندما يعطي شريط الـ dna أوامره إلى الخلية لكي تنقسم إلى خليتين عليه أولاً أن يصدر الأوامر لتصنيع جميع الجزيئات اللازمة لبناء شريطٍ جديد يودعه إحدى الخليتين ولقد أكثر القرآن الكريم من ذكر هذه الطريقة العجيبة في تصنيع الكائنات الحية التي تبدأ من خلية واحدة ثم نتقسم بلايين المرات تحت سيطرة الشريط الوراثي إلى أن تنتهي بعد مدة محددة بكائنٍ حي فيه الكثير من الأسرار التي لا يزال البشر يجهلونها ، فقد أشار القرآن الكريم إلى أن عملية خلق الإنسان تبدأ من مكونات بالغة الضعف وذلك في قوله جلَّ وعلا :
( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ )المرسلات 20-23
وأشار القرآن الكريم أيضاً وبشكلٍ واضح إلى أن عملية خلق الكائنات الحية تبدأ من مكونٍ واحد وهو النطفة ( قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * )عبس 17-19
وقال الله سبحانه وتعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) فاطر 11
أما شريط الحمض النووي فقد ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) السجدة 7-8
الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا آدم عليه السلام من التراب وذلك بعد أن مرت عملية خلقه في مراحل الطين والطين اللازب والحمئ المسنون والصلصال الذي هو كالفخار ومن ثم سلالة الطين وذلك مصداقاً لقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ) الأنعام 2
وقوله جلَّ وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) الحجر 26
وقوله عز وجلَّ : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ )المؤمنون 12-13
* * * * * * * * * * * * * * *
ماء التناسل
- ماء التناسل عند الرجل : ويحتوي على ملايين من الخلايا المنوية بالإضافة إلى عناصر أخرى تساعد وتشارك في عملية الإخصاب مثل مادة البريستاغلاندين حيث تحدث هذه المادة تقلصات في الرحم مما يساعد في نقل المنويات إلى موقع الإخصاب
- ماء التناسل عند المرأة : ويحتوي على البويضة بالإضافة إلى عناصر أخرى تساعد وتشارك في عملية الإخصاب كبعض الأنزيمات التي تفرزها بطانة الرحم وقناته تساعد هذه الأنزيمات في جعل الحيوان المنوي قادراً على الإخصاب وذلك بإزالة البروتين السكري من رأسه كما تعمل على إطلاق الخلايا المحيطة بالبويضة و كشف غشائها الواقي
خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام من الطين : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ )المؤمنون 12
ثم خلق منه أمنا حواء ومن بعد ذلك أصبحت عملية خلق أفراد البشر تتم ابتداءاً من النطفة التي تتكون من امتزاج بويضة الأنثى مع الحيوان المنوي للذكر . واذا ما تدبرنا قوله تعالى : ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) السجدة 8يتأكد لنا أن سلالة الماء المهين ما هي إلى شريط الحمض النووي وتؤكد الكلمة ( نسله ) على المعنى ذاته حيث أن معناها يمكن فهمه من خلال ابدال هذه الكلمة بكلمة نسخه أو تصنيعه أو انتاجه ، وهذا ما يحدث في آلية الانقسام والتكوين عن طريق الحمض النووي ، أما كلمة ( مهين ) فهي تعني ضعيف وهي تشير إلى ضعف الشريط الوراثي
أما مزج محتويات ما ينتجه الذكر والأنثى من خلايا التكاثر لإتمام عملية الإخصاب فنجده في قوله عز وجل : ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )الإنسان 2
تستوقفنا عملية تكوين الإنسان والكائنات الحية من خليتها الأولى لما فيها من عجيب قدرة الله سبحانه وتعالى ، ولكن المراحل التي تلي التكوين الأول لا تقل إدهاشاً فتشكل الجنين في الرحم آيةٌ مستمرة تحير العلماء
* * * * * * * * * * * * * * *
فوائد وعبر
- انقسام الخلية آية تتحدى العلماء إلى يوم القيامة
- ما يحدث داخل الأرحام " خلق "
- جميع الناس على اختلاف درجاتهم متساوون في طريقة تكوينهم
فسبحان الله عما يشركون
* * * * * * * * * * * * * * *